أبو هاجر

-أعراض الشفاء من المرض الروحي :1 - زوال المرض
*************************************************
فلكل مرض روحي أثره على الإنسان ومع زواله نعرف شفاء المريض .مثال : مريض كان عقيما لمدة طويلة بدون سبب طبي ومع الرقية تيسر حمل زوجته فزوال عقمه من علامات شفائه
2 - زوال أثر المرض
للمرض الروحي أثره العضوي والنفسي فالأعراض النفسية وتقلب المزاج التي قد تذهب مع الرقية من علامات الشفاء ،ومنها الأعراض العضوية ولعل اختفاء الآلام في الجسم عامة من علامات الشفاء ويحصل هذا لمن اشتكى ألما وثقلا في كتفيه ثم تزول بعد الرقية بدون علاج طبيعي أو غيره
3 - السعادة الكبيرة
من علامات الشفاء الكبرى هو انشراح الصدر وعودة الابتسامة والضحكة للمريض وهي جهاز ألاشعة ا (جهاز الأشعة :وهو الفيصل في معرفة تحسن المريض وهو حتى لا تخلط بين علامات الشفاء السلبيةوالإيجابية ونعرف ذلك بالراحة النفسيةفغالب الراحة النفسية تعطي أن نتيجة الأشعة : خلو الجسد من جني أو ضعفه ضعفا شديدا)
ويحصل منها انشراح صدر المريض لعمل أي شي يقول أحد المرضى الروحيين : ( في حال مرضي ليس لي رغبة في أي شي وبعد الشفاء أصبح لدي رغبة في عمل أي شئ ) وهذا مما رصدناه وتعلمناه من مرضانا
4 - الهمة العالية
المرض الروحي يترك أثره الكبير في تكبيل الإنسان ولكن بعد شفاء المريض تتجدد همته ويعود نشاطه ويقضي التأجيلات الحياتية والتسويفات المنسية ، وقد ينجز أمورا في لحظات لم ينجزها في سنوات .
5 - خفة الروح
يعبر عنها المرضى بهذه الصيغة ولعل خفة الجسم وكأن حجرا إنزاح من صدره أوجبلا انهار من أكتافه ولعل التعبير صحيح لأنه هناك روح أخرى كانت تشاركه جسده وهو العارض.
6 - البركة
يجد المريض بعد شفائه بركة في ماله و عمره وصحته فمن أعراض المرض الروحي تعطل تلك الأمور ومن أعراض الشفاء عودتها لطبيعتها فالشيطان يريد منا الفقر والحزنقال تعالى {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
7 - حسن الحظ
ونقصد به تيسر الأمور التي كانت تتعطل من وظيفة وزواج وتجارة وعدم تعقد الأمور عامة فمن علامات الشفاء هو أن يطرق الحظ بابك
8 - الإقبال على الطاعات
ومنها عودته للعبادات وقيامه بأمور لم يكن يستطيع عملها إطلاقا ،أو لم يكن يتلذذ بها ومنها محبة للإكثار من النوافل وعدم تفويت الفروض والواجبات عامة
9 - الابتعاد عن المعاصي
فالمريض الروحي قد يجد نفسه في فخ المعصية وقد يندم كثيرا ويشعر أنه مخدوع ،ولايعني من كلامنا أن نفتح بابا للمريض الروحي أن يعصي فيستطيع المريض السيطرة على نفسه ،ولكنه ليس كالسليم الذي ينفر من المعاصي و يجد من نفسه القوة في عدم العودة لها و يجد الثبات على الحق
10 - الاختلاط بالناس
يترك المرض الروحي أثرا كبيرا في عزلة الشخص عن الناس فلا يخالطهم ولا يحضر المناسبات و لايزور المرضى و لايصل أرحامه و لايذهب للأمكان المزدحمة ، و لا يتعاهد جيرانه ولايحب أن يدعو الناس لمنزله ،و يخرج من منزله إلا للضرورة ويفضل العزلة بشكل كبير جدا ولكن بعد الشفاء يحدث العكس ويختلط بالناس و يستمع بذلك ويصبر ويتحمل ما يحصل منهم

علامات وأعراض المحسود والمصاب بالعين وعلاج ذلك
الأربعاء 4 ذو الحجة 1421 - 28-2-2001

رقم الفتوى: 7151
التصنيف: الحسد والعين



السؤال

السلام عليكم ..
أود أن أعرف كيف يمكن للمسلم أن يفرق بين المصائب التي يكون سببها الحسد والمصائب الأخرى التي لا علاقة لها بالحسد ، فمثلا لاحظت أنه قد حصلت لي سلسلة من الأحداث في الفترة الأخيرة التي لا أجد لها تفسيرا كحادث سيارة وأمراض ودخول مستشفيات وعدم تمام ما أعمله على الشكل المطلوب ، لم يكن ذلك الحال يصاحبني من قبل. قال لي البعض بأني محسود ولكن كيف لي أن أعرف ذلك وأنا لا أعرف حتى من حسدني ، هذا على فرض أن هناك حسدا أو عينا فعلا. فهل هناك طريقة علمية وواضحة للتفريق بين الأشياء النابعة من الحسد عن غيرها ، وكيف يمكن علاج الحسد من دون معرفة الحاسد؟

بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مما يعين على التفريق بين ما كان من المصائب ناتجاً عن حسدٍ، أو عن غير حسد أن نتعرف على أعراض الحسد والعين:
فإن أعراض العين في الغالب تكون: كمرض من الأمراض العضوية، إلا أنها لا تستجيب إلى علاج الأطباء، كأمراض المفاصل، والخمول، والأرق، والحبوب والتقرحات التي تظهر على الجلد، والنفور من الأهل والبيت والمجتمع والدراسة، وبعض الأمراض العصبية والنفسية، ومن الملاحظ أن الشحوب في الوجه بسبب انحباس الدم عن عروق الوجه، والشعور بالضيق، والتأوه، والتنهد، والنسيان، والثقل في مؤخرة الرأس، والثقل على الأكتاف، والوخز في الأطراف يغلب على مرضى العين، وكذلك الحرارة في البدن، والبرودة في الأطراف.
أما أعراض الحسد فيقول عبد الخالق العطار: أعراض الحسد تظهر على المال، والبدن، والعيال بحسب مكوناتها، فإذا وقع الحسد على النفس يصاب صاحبها بشيء من أمراض النفس، كأن يصاب بالصدود عن الذهاب للكلية، أو المدرسة، أو العمل، أو يصد عن تلقي العلم ومدارسته واستذكاره وتحصيله واستيعابه، وتقل درجة ذكائه وحفظه، وقد يصاب بميل للانطواء والانعزال والابتعاد عن مشاركة الأهل في المعيشة، بل قد يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب الناس وأحبهم له.. إلى آخر ما ذكر من أعراض.
والحاصل أن الحسد والعين داءان يعرفان بمعرفة أعراضهما، وطريق التداوي منهما بالرقية الشرعية كقراءة الفاتحة، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة من قوله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون...) إلى نهاية السورة، وقوله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) [القلم: 51]، والإخلاص، والمعوذتين،وبعض الأدعية النبوية، كقوله صلى الله عليه وسلم: "أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة".
"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس وعين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك" تقرأ مباشرة على المريض، وتقرأ على ماء ليغتسل به ويشرب، هذا في حالة عدم معرفة العائن، أما إن عرف العائن فيؤمر بالاغتسال، أو الوضوء، ثم يغتسل منه المصاب، كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا" وعند أبى داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعينْ). والله أعلم.
مركز الفتوى

اعراض سحر التفريق بين الازواج وعلاجه


إن هذا النوع من السحر كثر استخدامه بين الناس ، وفيه أرضاء للخصوم بالغلّ الدفين الذي يتغلغل في أوصالهم ، فهم يرون أن حرمان الرجل من زوجته كفيل بأن يرضي قلوبهم القذرة التي تحمل بين طياتها الغل والحقد والحسد ، ويا ليت شعري .... إن لهؤلاء موعد عند ربهم وسيحاسبهم على كل صغير وكبيرة ،

وكما نعلم أن سحر التفريق بين الرجل وزوجته ، ذكره الله تبارك وتعالى في سورة البقرة ، قبل المس وقبل أنواع السحر المذكورة في القرآن فهذا النوع من السحر منتشر انتشار النار في الهشيم منذ أقدم العصور من قبل 1400 سنة ، وفي سورة البقرة يقول الله تبارك وتعالى (( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ )) البقرة آية 102


أعراض سحر التفريق بين الزوجين :

1- عدم التماس الأعذار لكلا الطرفين
2- الغضب الزائد على أتفه الأسباب بين الزوجين أو لطرف واحد
3- تردد التفكير في الطلاق وأنه الحلّ الأمثل لفض النزاعات مع أن الزوج لا يساوره هذا التفكير
4- كثرة الرمي بالطلاق بدون شعور
5- كراهية معاشرة كلا الزوجين لبعضهما البعض
6- في بعض الأحيان ينقلب هذا السحر لنوع من أنواع الربط
7- انقلاب إلى حالة الكراهية بدون أسباب وفجأة لكلا الزوجين أو لأحدهما
8- عدم القدرة على تدقيق النظر في وجه الزوجين
9- رؤية الزوج أو الزوجة في منظر قبيح و في منظر رجل هرم أو امرأة عجوز
10- في بعض الأحيان عدم استحسان سماع اسم الزوج أو الزوجة
11- في بعض الأحيان التفكير في الهروب من المنزل
12- الرمي بالتهم لكلا الزوجين لبعضهما البعض أو لأحد الطرفين
13- كثرة الشكوك في زنا أحد الطرفين
14- كثرة الشكوك لأحد الزوجين في زوجه بدون مبررات
15- عدم اللذة في الجماع لكلا الطرفين أو لطرف واحد
16- قد يصل في بعض الأحيان التفكير في الانتحار للفراق
17- الشعور بقدوم الزوج وإن كان في مكان لا يعرفه أحد والخوف من ذلك
18- الخوف من الزوج أو الزوجة بدون سبب
19- شتم أحد الزوجين لبعضهما البعض بدون شعور وبدون غضب
20- قد تصل في بعض الأحيان بكثرة الصرع عند وجود الزوج أو الزوجة وعدم ذلك في حالة غيابه

- نفور احد الطرفين من الآخر بشكل واضح وملحوظ بدون سبب – يرى الزوج زوجته بمنظر قبيح أو تراه هي
رغبه دائمه في المكوث خارج المنزل – انقلاب الحال عند الدخول للمنزل – لخلافات على اتفه الأسباب – يخلق الزوج مشاكل ويتصيد الاخطاء لزوجته أو العكس – ألام في الجسد وخاصة في الصدر والعمود الفقري – عدم اتمام عملية الجماع – تصبب العرق الدائم ويظهر على الجبهة وهذا في السحر المأكول – البكاء الا إرادي – بعد حدوث المشكلة الندم على ما فعل أحد الطرفين – وساوس تشكيك في الزوجة او الزوج .

علاجه :
لا بد وأن يقرأ على الزوجين في جلسة واحدة وليست رقية جماعية .. ويتم التركيز على آيات ابطال السحر وخاصة : واتبعوا ما تتلوا الشياطين .............)
لابد من أخذ كلا الزوجين مسهل او اعشاب لإخراج أي مادة مأكولة في الجسم من سحر ......
وغالبا ينطق الجن على الزوجة من دون الزوج ولذلك يلزم حضورهم الاثنين وقت الجلسة والقراءة عليهم ...
وان لم يحضر العارض فمع القراءة عليهم واتباع برنامج علاجي عبارة عن ( قراءة الرقية الشرعية وخصوصا آيات ابطال السحر – دهان الجسد بزيت الزيتون وزيت الفيجل – شرب ماء مقروء عليه آيات ابطال السحر مضاف اليه ماء الورد – الإستحمام بماء مضاف اليه قسط هندي وسذاب وماء ورد وشبه وورق سدر ) الاستماع الى سورة البقرة يزميا شرب ملعقة عسل طبيعي في كاس ماء تلات مرات في اليوم مخلوط بالقسط الهندي

الاستعانة بالله مع الصبر على الابتلاء...

انت تسال والراقي يجيب
*******************
هل الكلام مع الجن ومحاورته ضياع للوقت والراقي الذي يفعل هذا لا يفقه في الرقية
*****************
قبل الاجابة على هذا السؤال انقل لكم كلام العلماء بخصوص الكلام مع الجن المتلبس ومخاطبته وسؤاله
**************
السؤال : إذا أصيب إنسان بمس أو سحر فهل يمكن مخاطبة هذا الجني ودعوته إلى الإسلام ووعظه ، أم أن ذلك دجل وشعوذة ؟
الجواب:
الحمد لله
ليست مخاطبة الجن ووعظه ودعوته إلى الإسلام نوعاً من الدجل والشعوذة ، فذلك ممكن ، بل قد وقع ذلك كثيراً ، وأعلن كثير من الجن إسلامهم .
ولكن ... ليس معنى هذا أن كل من ادعى هذه الدعوى فهو صادق ، فقد يكون كاذباً ، لكن كذب بعض المشعوذين لا يجعلنا ننفي وقوع ذلك من بعض الناس .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (4/68، 69) عن شيخه ابن تيمية أنه كان يخاطب الجن ويعظه وينهاه عن الظلم ، وسيأتي نص كلامه إن شاء الله .
وذكر الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن امرأة كانت مصابة بمس من الجن وأن ذلك الجني أعلن إسلامه أمام الشيخ ، وقد أنكر ذلك بعض الناس فكتب الشيخ مقالاً يبين فيه خطأ هؤلاء المنكرين ، فقال بعد أن ذكر أن الجن أعلن إسلامه أمامه :
"وقد بلغني عن فضيلة الشيخ ..... أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب ، وأنه يمكن أن يكون كلاما مسجلا مع المرأة ولم تكن نطقت بذلك . وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر ، وقد عجبت كثيرا من تجويزه أن يكون ذلك مسجلا مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها ، فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب ، هذا من أقبح الغلط ومن تجويز الباطل ، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان : (وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ولا شك أن هذا غلط منه أيضا هداه الله وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان .
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم . . وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعتّه (أي خنقته) ، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فرده الله خاسئا. هذا لفظ البخاري ، وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس) .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير .
وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه ، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى ، بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله .
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) .
قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله : يعني بذلك يتخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه (من المس) يعني : من الجنون .
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه : أي : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له .
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس . ا هـ .
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده . وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين" الموجود في "مجموع الفتاوى" جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق : ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك . ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع ، كما قال تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) (وهذا مبسوط في موضعه ) .
وقال أيضا رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276- 277 ما نصه . ( وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : ( قلت : لأبي إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل بدن المصروع ، فقال : يا بني ، يكذبون . هو ذا يتكلم على لسانه ) ، وهذا الذي قاله أمر مشهور ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ) . ا هـ .
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه :
"الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثاني : هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .
وأما صرع الأرواح . فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه . ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع أثارها ، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه . فذكر بعض علاج الصرع . وقال : ( هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج .
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلةً فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها .
إلى أن قال : وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة المصروع : يكون بقوة نفسه . وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها . والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان . فإن هذا نوع محاربة . والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين : أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا ، وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل . فكيف إذا عدم الأمران جميعا ، ويكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ، ولا سلاح له .
والثاني من جهة المعالج : بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا ، حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله : ( اخرج منه ) أو يقول : ( بسم الله ) أو يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اخرج عدو الله ، أنا رسول الله .
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه . ويقول قال لك الشيخ : اخرجي ، فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق المصروع ، وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب . فيفيق المصروع ولا يحس بألم ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا . . . إلى أن قال : وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة ، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية ، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا . . ) . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله .
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي ، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك .
تنبيه:
قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة ، بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق ، واسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه ، والثبات عليه ، وأن يمن علينا جميعا بإصابة الحق في الأقوال والأعمال ، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم ، ومن إنكار ما لم نحط به علما ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان" انتهى باختصار .
"مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" الشيخ ابن باز (3/299-308) .
************************************************************
* آراء أهل العلم والمتخصصين في ( الحوار مع الجن والشياطين ) :
إن مسألة التحدث مع الجن والشياطين ليس لها دليل شرعي ، بمعنى أنه لم يردنا دليل واحد من الكتاب أو السنة على ذلك ، ولكن الأمر واقع وقد ورد لنا بالتواتر سواء من المتقدمين أو المتأخرين ، وعليه أنقل كلام أهل العلم في ذلك :
* قال شيخ الإسلام بن تيمية : ( فيخاطب الجن بذلك ويعرفون أن هذا فاحشة محرمة ، أو فاحشة وعدوان لتقوم الحجة عليهم بذلك ، ويعلموا أنه يحكم فيهم بحكم الله ورسوله الذي أرسله إلى الثقلين الجن والإنس ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 40 )
*********************
ابو البراء ياسين المعاني
***************************************************************
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - : ( وقسم آخر - يعني الصرع - بسبب الشياطين والجن يتسلط الجني على الإنسي ؛ فيصرعه ويدخل فيه ويضرب به على الأرض ويغمى عليه من شدة الصرع ولا يحس ، ويتلبس الشيطان أو الجني بنفس الإنسان ويبدأ يتكلم على لسانه ، الذي يسمع الكلام يقول أن الذي يتكلم الإنسي ولكنه الجني ، ولهذا تجد في بعض كلامه الاختلاف لا يكون ككلامه وهو مستيقظ لأنه يتغير بسبب نطق الجني 0
هذا النوع من الصرع نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات 0 هذا النوع علاجه بالقراءة من أهل العلم والخير 0
أحيانا يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب الذي جعله يصرع هذا الإنسي 0 وأحيانا لا يتكلم وقد ثبت هذا !! أعني صرع الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع ) ( شرح رياض الصالحين – 1 / 177 ، 178 )
*************************************************
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : ( إن بعض الإخوان الصالحين ذكروا أن الجن المسلمين قد يخاطبونهم ويجيبون على أسئلة يلقونها ولا نتهم بعض أولئك الإخوان بأنهم يعملون شركا أو سحرا ، فإذا ثبت هذا فلا مانع من سؤالهم ولا يلزم تصديقهم في كل ما يقولون ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 198 )
************************************************************
قال صاحبا كتاب " كيفية إخراج الجان من بدن الإنسان " : ( ففي هذه الحالة يتم التعامل والتخاطب مع الجني ويؤمر بالخروج ولا يكثر المعالج في التخاطب معه فيما لا يفيد لكي لا يأنس الجن له ويموه عليه ، فيزجر ) ( كيفية إخراج الجان من جسم الإنسان – ص 66 )
***********************************************************
وقد ثبت لدي هذا الأمر بالأدلة القطعية من المشاهدة والمعاينة التي لا يمكن معها إنكار هذه المسألة أو ردها ، فأصبح الأمر ثابتا عقلا ونقلا ، إلا أنه لا يجوز التعدي على القاعدة الأساسية التي تضبط هذا الأمر وهي قاعدة ( أن الضرورة تقدر بقدرها ) فلا يجوز التوسع في المحاورات التي قد تفضي إلى مفاسد شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0
وأورد كلاما يؤيد ذلك لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - نقلته مجلة المجتمع الكويتية حيث تقول : نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها ، في شعبان من عام 1407 هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن ، الذي تلبس ببعض المسلمات في ( الرياض ) إسلامه عندي ، بعد أن أعلن ذلك – كذلك – عند الأخ عبدالله مشرف العمري المقيم في الرياض ، بعد أن قرأ المذكور على المصابة ، وخاطب الجني ، وذكره بالله ، ووعظه ، وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة ، ودعاه إلى الإسلام ، بعد أن أخبره الجني أنه كافر ، كما دعاه للخروج من المرأة 0 فاقتنع الجني بالدعوة ، وأعلن إسلامه عند عبدالله المذكور 0
ثم رغب عبدالله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي مع المرأة ، حتى أسمع إعلان إسلام الجني 0
فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله ؟ فأخبرني بالأسباب 0 ونطق بلسان المرأة ، لكنه كلام رجل ، وليس كلام امرأة 0 وهي في الكرسي الذي بجواري ، وأخوها وأختها وعبدالله بن مشرف المذكور وبعض المشايخ يشهدون ذلك ، ويسمعون كلام الجني 0
وقد أعلن إسلامه صريحا ، وأخبر أنه هندي بوذي الديانة 0 فنصحته وأوصيته بتقوى الله ، وأن يخرج من المرأة ، ويبتعد عن ظلمها ، فأجابني إلى ذلك 0 وقال : إنه مقتنع بالإسلام 0 وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعد ما هداه الله له ، فوعد خيرا وغادر المرأة 0وكان آخر كلمة قالها : السلام عليكم 0
ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد ، وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه 0 ثم عادت إليَّ بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها ، وأخبرتني أنها في خير وعافية ، وأنه لم يعد إليها والحمد لله 0 وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها ؟ فأجابت : بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع ، وتشعر بميول إلى الدين البوذي ، والاطلاع على الكتب المؤلفة فيه 0 ثم بعدما سلمها الله منه ، زالت عنها هذه الأفكار ، ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة ) ( مجلة المجتمع – العدد 830 – بتاريخ 18 آب من السنة 1987 م ) 0
قلت : وكلام سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – يؤكد ويؤصل مفهوم دعوة الجن والشياطين إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومثل ذلك الحوار جائز بل قد يصبح واجبا شرعيا إذا اقتضته المصلحة الشرعية ، مع تركيز المعالِج في تلك الحوارات على هذا الجانب دون الخوض في الأمور التي لا فائدة منها البتة ، أو تلك التي يترتب عليها مفاسد شرعية لا يعلم مداها وضررها إلا الله سبحانه وتعالى ، والقصد من الكلام السابق أن تنضبط كافة تلك الحوارات بالضوابط الشرعية وتكون وفق القاعدة الفقهية الأصولية ( الضرورة تقدر بقدرها ) والله تعالى أعلم
ابو البراء ياسين المعاني
*************************
قال صاحبا كتاب " مكائد الشيطان " : ( قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفاً لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه السلام : ( وَهَبْ لِى مُلْكًا لا يَنْبَغِى لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى ) ( سورة ص – الآية 35 ) 0
وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة ، بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي ) ( مكائد الشيطان – ص 110 )
***************************************************************
وبعد هذا العرض الشامل والمفصل لأقوال أهل العلم والباحثين يتضح جواز الحوار مع الجن والشياطين بما تمليه المصلحة الشرعية دون تفصيل وبحث لا فائدة من وراءه 0
ومن هنا تبدأ مرحلة الحوار ما بين المعالِج وبين الجني الصارع ، ولا بد للمعالِج من توخي الأمور التالية :
1- تركيز الحوار على ما تقتضيه المصلحة الشرعية :
فقط وضمن نطاق شرعي ضيق ومحدود وللضرورة التي تقدر بقدرها ، دون الخوض في أية أمور ليس لها علاقة بالعلاج أو تؤدي لمفاسد شرعية أو اجتماعية لا يحمد عقباها 0
2- التركيز على إيضاح العقيدة الصحيحة :
بقوة ورباطة جأش وثقة لا يشوبها الشك أو التردد 0
3- الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى :
مستخدما بعض القواعد الرئيسة في الدعوة ، ومنها :
أ )- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة :
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ) ( سورة النحل – الآية 125 ) 0
ب)- الدعوة بالرفق واللين :
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) ( سورة آل عمران – الآية 159 ) 0
ويجب على المعالِج الاهتمام بجانب الدعوة بسبب أن الجن مكلفون بإجماع أهل النظر 0
قال الشبلي : ( قال أبو عمر بن عبدالبر : الجن عند الجماعة مكلفون مخاطبون لقوله تعالى : ( فَبِأَيِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ( سورة الرحمن – 157 ) 0
وقال أيضا : ( قال القاضي عبد الجبار : لا نعلم خلافا بين أهل النظر في أن الجن مكلفون ) ( أحكام الجان – ص 53 ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تحت عنوان " دعوة الإسلام شاملة للإنس والجن " : ( والمقصود هنا : أن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم شاملة للثقلين الإنس والجن على اختلاف أجناسهم ، فلا يظن أنه خص العرب بحكم من الأحكام أصلا ، بل إنما علق الأحكام باسم مسلم وكافر ، ومؤمن ومنافق ، وبر وفاجر ، ومحسن وظالم00وغير ذلك من الأسماء المذكورة في القرآن والحديث ) ( البيان المبين في أخبار الجن والشياطين – ص 37 ، 38 ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية أن يهتدي جن على يدي إنس إذا سمع موعظة أو ذكرى ؟
فأجاب – حفظه الله - : ( نعم ، فقد سمعوا القرآن : ( 000 فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانًا عَجَبًا 000 ) ( سورة الجن – الآية 1 ، 2 ) ، وقال : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ) الآية ، ولا شك أن منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ، ومنهم المسلمون ومنهم القاسطون ، فقد يهتدي بعضهم بالدعوة إلى الدين وكذا يستقيم بالموعظة والتذكير خاصة أو عامة ، والله أعلم ) ( مخطوطة بخط الشيخ ) 0
قلت : فالواجب يحتم على المعالِج أن يدعو تلك الأرواح إلى الإسلام وأن يستخدم في دعوته معها القواعد الرئيسة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يجبرها على الإسلام إن أبت ذلك ، وقد يرى بعض المعالِجين أن دعوة الجن والشياطين إلى الإسلام لا بد أن يمضي دون إكراه مستشهدا بقول الحق جل وعلا : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ( سورة البقرة – الآية 256 ) ، يعقب سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا :
( الآية المذكورة منسوخة أو مختصة بأهل الكتاب والمجوس إذا بذلوا الجزية ، فالواجب أن يبين للجني الكافر ، وأنه يجب عليه الدخول في الإسلام ويحرم عليه البقاء على الكفر لقوله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الأخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) ( سورة آل عمران – الآية 85 ) 0 ويبين له تحريم الظلم وأن بقاءه في هذا الإنسان من الظلم ) ( قتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 136 ) 0
4)- عدم الانصياع لأية أوامر أو إرشادات تمليها تلك الأرواح الخبيثة :
وقد تكون تلك الأوامر على النحو التالي :
أ )- أوامر كفرية شركية ، مقابل مفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ومنها :
1- الذبح لغير الله سبحانه ، كالذبح للجن ، أو الذبح للساحر ونحوه 0
2- تعليق بعض التمائم الكفرية 0
3- السفر لأضرحة بعض الأولياء والصالحين بزعمهم 0
قلت : إن المؤمن الحق يعتقد اعتقادا راسخا بأن طريق الخلاص والنجاة لعلاج الأمراض الروحية يكمن في العودة الصادقة للمنهل الحقيقي العذب والمتمثل في الكتاب والسنة والتمسك بهما والعض عليهما بالنواجد ، أما استرضاء الجن والشياطين بذبح أو تعليق تمائم كفرية أو زيارة أضرحة الأولياء والصالحين بزعمهم ونحو ذلك من أمور مناقضة للعقيدة ، كل ذلك يعتبر من نواقض الإيمان التي تدخل صاحبها بالكفر والشرك والخروج من هذا الدين بالكلية 0
إن العودة الصادقة ، والتبعية الحقة ، والمحبة الراسخة تؤكد على المؤمن اتباع الحق والتمشي بطريقة أهل السنة والجماعة ( منهج السلف الصالح ) وهذا ما يؤدي بالتأكيد إلى الفلاح والنجاح في الدارين الدنيا والآخرة 0
ب)- أوامر من المعاصي والمخالفات الشرعية لمفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ، ومنها :
1- اقتراف بعض المنهيات التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فعلها ، كقتل الضفدع أو الهدهد أو قطع شجر السدر ونحوه 0
2- الطلب من المريضة التبرج والتزين والتعطر ، والخروج سافرة أمام الرجال والنساء 0
3- الطلب من المريضة التراقص والتمايل على أنغام مزامير الشيطان 0
ج )- أمور مباحة مقابل مفارقة الأرواح الخبيثة لجسد المريض ، ومنها :
1- طلب مال ونحوه 0
2- طلب بعض الأمور العينية كعباءة أو حذاء ونحوه 0
فواجب المعالِج التنبه لهذه الأمور وعدم الانصياع لأية أوامر سواء خالفت أو لم تخالف الشريعة دون السماح لتلك الأرواح الخبيثة في الحديث أو الخوض في هذا الموضوع ، ولا بد للمعالِج أن يضع نصب عينية أن الجني الصارع هو ظالم مستبد قد تسبب في إيذاء وصرع المريض ، ولا بد أن يخرج دون قيد أو شرط 0
5)- عدم الاستهزاء بالجن والسخرية منهم :
ولا بد للمعالِج أن يجعل نصب عينيه دعوتهم ، وإيضاح الحق لهم بالوسائل والأساليب الشرعية المتاحة ، دون اللجوء إلى أسلوب السخرية الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المريض وقد تصل آثاره إلى المعالِج نفسه ، وكذلك لا بد للمعالِج من تحذير المرضى والعامة من الاستهزاء والسخرية بالجن وذكرهم في مجالسهم بما لا ينفع ونحوه ، لما في ذلك من إثم عظيم ومخالفة لشرع الله سبحانه وتعالى ومنهجه ، ولما قد يؤدي من إيذاء الجن للإنس نتيجة الخوض في هذا الأمر والاسترسال فيه
***************************************************************
ابو البراء ياسين المعاني
**************************
قال ابن القيم: حدثني - يعني: شيخ الإسلام - أنه قرأ مرّة هذه الآية في أُذن المصروع، فقالت، يعني: الجنيَّة: نعم، ومدَّ بها صوته، أي قالت: نَعَامْ تمدّ صوتها بذلك، فقال: - أي: شيخ الإسلام ابن تيمية - فأخذت له عصا وضربته بها في عروق عنقه حتى كلَّت يدي من الضرب وفي أثناء ذلك قالت؛ أي: الجنيَّة التي فيه: أنا أحبه ؟ فقال لها شيخ الإسلام: هو لا يحبك، قالت: أنا أريد أن أحج به ؟ قال شيخ الإسلام: هو لا يريد أن يحج معك، قالت؛ أي: الجنية: أنا أدعه كرامة لك ؟ قال شيخ الإسلام: قلت: لا، ولكن دعيه طاعة لله ورسوله، قالت: فأنا إذن أخرج، فقعد المصروع يلتفت يمينًا وشمالاً وقال: ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ(م1) ؟
هذا كلام ابن القيم - رحمه الله - عن شيخه، وقال ابن مفلح في كتاب [ الفروع ] وهو - أي: ابن مفلح من تلاميذ شيخ الإسلام البارزين في معرفة أقواله في الفقه - قال: كان شيخنا إذا أُتي بالمصروع وعظَ مَن صرعه وأمره ونهاه فإذا انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد ألا يعود وإن لم يأتمر ولم ينتهِ ولم يفارقه ضربه حتى يفارقه والضرب في الظاهر على المصروع وإنما يقع في الحقيقة على مَن صرعه(م2) .
*****************************************************
كل هذه النقولات تدل دلالة واضحة على خطا ومجانبة الصواب لمن بدع وضلل من يسال الشيطان المتلبس ويحاوره ويدعوه للاسلام والله تعالى اعلم
*************************
الراقي المغربي ابو هاجر 0602509101

علاقة الطب العضوي والنفسي بمعالج الصرع والسحر والعين بالرقية
الشبهات التي تثار من قبل أدعياء الطب العضوي والنفسي حول الرقية الشرعية والأمراض الروحية كثيرة وكثيرة جداً ، ولا أريد في حقيقة الأمر أن أناقش كل ما ورد في هذا الكلام ، فكلنا يستطيع تنميق الكلام وتزيينه ، ولكن ليس كل منا يستطيع أن يجمل ويحلي كلامه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، كان بودي أن أرى آية من كتاب الله عز وجل أو حديثاً صحيحاً ، ولكن هيهات هيهات ، فهم لا يملكون الأصول ناهيك عن الفروع ، ولا أريد أن يفهم من كلامي هذا بأنني أناصح الأطباء وأتعدى حدودي فيما يختص بالطب النفسي بكافة تخصصاته ، معاذ الله أن أكون من هؤلاء ، ولكن إن بلغ الأمر التعدي على النصوص النقلية الصريحة وزرع الوهم في نفوس الناس فعند ذلك ليس لي إلا تلك 0
ومن أجل كل ذلك قمت أخي الحبيب ( الطبيب المطبوب ) بتحري كافة الشبه المثارة من قبل الأطباء العضويين والنفسيين الذين لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة ، ولا زلت أعني أؤلائك الذين تربوا على معتقدات الغرب وأفكاره الهدامة ، حتى وقفت على كل تلك الشبه ، ومن ثم ألفت كتابي الموسوم :
( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالج الصرع والسحر والعين بالرقية )
يمكنكم تحميل الكتاب من خلال الرابط التالي :
( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالج الصرع والسحر والعين بالرقية )
فجاء ليلجم الأفواه ، و يضع النقاط على الحروف ، وكانت عباراته قوية ومعانية نافذة لمن أراد الحق وأهله ، وأحمد الله أنه قد لاقى قبولاً وما ذلك إلا بتو فيق الله وفضله ومنه وكرمه 0
فقط أخي الحبيب أريد أن أهمس في أذنك بقصة لأحد كبراء هؤلاء في التخصصات النفسية ، وهو ممن يدعي الآن أنه باحث في قضايا الرقية الشرعية ، وإليك قصة ما نقله عن كتابي الموسوم :
( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى - تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر )
وأعتقد بأنك ستجد الإجابة الشافية الكافية في الرد عليه وعلى أمثاله :
وتحت هذا العنوان فإني أنقل للقارئ الكريم ما وصلني نقلاً عن أحد الثقات عن ذلك الطبيب نفسه - وفقه الله لكل خير – حيث تعرض لي بنقد وأسلوب غير منصف لا يليق بسمت الملتزم ولا بخلقه وأدبه ، فقد سئل عن رأيه في الموسوعة العلمية التي بين أيديكم فقال نقلاً حرفياً :
( أفضل ما في هذه الموسوعة أن الرجل قد كتب بعضاً من ممارساته وتجاربه الخاصة ، وكان بودنا أن يكتب كل تجاربه العملية في هذا الموضوع ، أما باقي الموسوعة فهي حشو في حشو )
* أقول وبالله التوفيق :
1)- إن كنت أكتب رداً على هذا الكلام ، فما أكتب انتصاراً لنفسي إنما انتصاراً للحق وأهله :
وإن كنت أعجب فعجبي ممن جعل التجارب العملية الشخصية شرعاً يقتدى به ، وجعل من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة مادة حشوٍ ، وقد خفي على الدكتور الفاضل الوقت والجهد الذي بذل في سبيل إصدار هذا العمل ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا زلاتنا وعثراتنا إنه سميع مجيب الدعاء 0
2)- من يقييم طلبة العلم والمعالجون بالرقية الشرعية :
ولا أدري منذ متى يٌقَيمُ طلبة العلم والمتخصصون في الرقية الشرعية من قبل الأطباء العضويين والنفسيين في النواحي المتعلقة بالأحكام الشرعية، ناهيك عن الجانب التخصصي ، فرحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه فوقف عندها 0
وأنقل في ذلك ما تذكره إحدى الطبيبات الاستشاريات الفاضلات وهي الدكتورة فاطمة الحيدر استشارية الطب النفسي بمستشفى الملك خالد الجامعي حيث تقول :
( لكننا ندعو إليها – أي للرقية الشرعية - بوجهها الشرعي ، فالإنسان يرقي نفسه بنفسه وله أن يطلبها ممن يتوسم فيه الخير 0 لكن الوفرة الموجودة في الساحة الآن تحتاج للتقويم ليعرف من هو أهل للقراءة ومن هو ليس لها أهل 0 وهذا أمر يعود للعلماء الكبار المشهود لهم بالفضل والمكانة لِيُقَوِّموا هذا الأمر وليس للأطباء النفسيين فهم أعرف بهذا وذاك وقدرة ومكانة هذا وذاك )
3)- المراجعة المتأنية الدقيقة :
وأتقدم لأخي - وفقه الله لكل خير - من أعماق قلبي بدعوة لمراجعة الموسوعة مراجعة دقيقة متأنية ، وليس ذلك من باب التقييم الشرعي فلستَ أهلاً لذلك الأمر ولا أنت من رواده ، بل من باب النصح والتنبيه ، ليقدم لي بأمانة وصدق ما وقعت فيه من عثرات وزلات في مجالات الطب النفسي باعتبار أنه صاحب التخصص في هذا الجانب ، أو فيما يتعلق بالجوانب العامة في هذا الكتاب بشكل عام ، علماً بأنني قد عرضت هذا العمل على بعض الإخصائيين النفسيين لتقييمه ومراجعته ، وسوف أكون شاكرا ً له ذلك الفضل ، علماً بأني لا أدعي العصمة فقد كثرت زلاتي وعثراتي ، ولكني أرجو رحمة ربي وغفرانه ، وقد عنونت كافة الكتب في هذه السلسلة بقولة مشهودة للإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول فيها :
( قال الإمام المزني : قرأت كتاب الرسالة على الشافعي ثمانين مرة ، فما من مرة إلا كان يقف على خطأ ، فقال الشافعي : هيّه ، أبى الله أن يكون كتاباً صحيحاً غير كتابه )
ويقول العماد الأصفهاني :
( إني رأيت أنهُ لا يَكتُبُ إنسانٌ كِتاباً في يومه إلا قال في غدِه : لو غُيِّر هذا لكان أحسن ، ولو زيد كذا لكان يُستحسنُ ولو قُدِّم هذا لكان أفضل ، ولو تُرك هذا لكان أجمل ، وهذا من أعظم العير ، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر )
فالكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ، وأعاهد الله ثم أخي بأن أتراجع في أية مسألة بحثتها ولم أصب فيها الحق أو أنني قد جانبت فيها الصواب ، ولكني بالمقابل آمل أن يقرأ الدكتور الفاضل الكتاب بتفحص وتأمل وتمعن وتدبر ، وأن يتقي الله سبحانه في نصحه ، وأن يعي الكلام على ما هو عليه وبمراد صاحبه قدر الطاقة ، وأن يلتزم بأدب الإسلام في الخلاف ، وأن يُحتكم إلى الأصول والقواعد المقررة ، لا إلى الأقوال المجردة عند الخلاف ، وليلتمس الأعذار ، لأننا بشر نخطئ ونصيب، وأن يتحلى بأدب المناظرة والمجادلة ، أسأل الله لي وله الهداية والاستقامة 0
4)- الأسلوب المتبع في الرد :
وقد يستغرب القارئ الكريم من هذا الرد وبهذا الأسلوب الذي يحمل في طياته الرفق واللين ، ويطالب بالشدة والغلظة في حق من لا يقدّرون ولا يحترمون العلم الشرعي ، فيستخفون به وبرجاله ، ويتجاوزون حدودهم ويتعالون على الحق بجهل ما بعده جهل ، أقول لكل أولائك بأن الدين الإسلامي دين محبة وتناصح وتراحم ، فمن منّا الذي لا يخطأ ولا يقع في المعصية ، إن أخلاقنا وآدابنا الإسلامية تحتم علينا أن نتأدب وأن نترفق بمن حولنا حتى لو بدر منهم ما بدر ، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما انتزع من شيء إلا شانه ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعاً إلى ما يحب ويرضى ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة ، انت تحكم بين عبادك فيما اختلفوا فيه من الحق ، فاهدنا لما اختلف فيه بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) 0
5)- الاحتكام إلى االعلماء العاملين العابدين :
ويبقى أن يحتكم في هذا الأمر إلى العلماء العابدين العاملين ورثة الأنبياء في الأرض ، فهم أعلم الناس بالعقيدة والدين ، وهم أفقه الناس في مسائل الحلال والحرام ، وأضع هذا الكتاب أمانة في جعبتهم ليقفوا على عثراته ويصححوا زلاته ، ويدعوا لصاحبه بالمغفرة والرحمة 0
6)- نصيحة أوجهها إلى أهل الطب بكافة تخصصاته :
وأختم تلك النقاط بنصحية الأخ المحب لأخيه ، وأدعوه أن يهتم في علم الطب النفسي الذي هو حرفته وصنعته ، وأن يركز دراساته وأبحاثه في هذا الجانب ، وأن يدخر مجمهوداته وطاقته في ذلك ، فهذا العمل سوف يثري معلوماته ويقدم من خلال ذلك فائدة عظيمة للإسلام والمسلمين 0
ومع ما ذكره الدكتور الفاضل – وفقه الله لكل خير – من كلام جارح لا يجوز في حقه ، ولا في حق غيره ، فأقول القولة المأثورة :
أورده سعد وسعد مشتمل............ما هكذا يال سعد تورد الإبل
وحري أن يهتم كل منا بحرفته وصنعته ، وحقيقة الأمر فإن من تكلم في غير فنه ، أتى بالغرائب والعجائب ، فقد عقب بتلك الكلمات ابن حجر – رحمه الله – على أحد العلماء 0
أما تتبع العثرات وكشف الزلات لإخوة لنا تربطنا بهم أواصر العقيدة والمنهج والدين فلن يكون في ذلك أي فائدة أو مصلحة شرعية للإسلام والمسلمين ، وهذا لا يعني مطلقاً أن لا يلجأ المسلم في أي موقع يتبوؤه في تقديم النقد العلمي الموضوعي البناء ، الذي يصحح المسيرة ويقوم العمل ، فالمؤمن مرآة المؤمن ، والدين النصيحة ، أسأل الله أن يتجاوز عن عثراته ، ويرزقنا وإياه الإخلاص في القول والعمل 0
والشاهد مما سبق أنه لا بد من توظيف الطاقات والقدرات لدى الإخوة الأطباء لدراسة أقوال العلماء الأجلاء ودراسة الكتب العلمية الشرعية المتخصصة في الرقية والعلاج وفهم كلامهم وتسخير كل ذلك في خدمة الإسلام والمسلمين 0
ومن هنا أنصح أخي الحبيب ( الطبيب المطبوب ) بمراجعة كثير من المسائل المطروحة في منتدانا الغالي كي يقف على الحق وأهله ، واعلم يقيناً :
( بأن الدين حجة على الناس ، وليس الناس حجة على الدين )
وقال الإمام الشاطبي - رحمه الله - :
( بأن الرجال يعرفون بالحق وليبس الحق يعرف بالرجال )
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( الطبيب المطبوب ) على عجالة ، وأما بخصوص الموقع المشار إليه فنصيحتي لك أخي الحبيب بأن تبتعد عن رواد هذا الطرح ، فوالله إن الأمة أحوج ما يكون في الوقت الحاضر للتمسك بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ما عند الأطباء الإسلاميين الذين يؤمنون بكافة الأمراض الروحية وأثرها وتأثيراتها ما يغنينا عن أمثال هؤلاء وفعلاً موقع خاص بـ :
( المجانين )
وكي تكتمل الصورة فأحيلكم - يا رعاكم الله - إلى مثل للطب النفسي القويم الذي نريده ونبتغيه من الأطباء النفسيين ، وهو الدكتور الفاتضل ( ياسر عبد القوي ) - حفظه الله - وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين حيث يقول :
وأنقل كلاماً للدكتور الفاضل من كتابه " الأمراض النفسية " ، وحقيقة الأمر فإن إصدار مثل هذا الكتاب الذي يعرض حقيقة الأمراض النفسية وكيفية معالجتها ، والذي يتعرض صراحة وبشكل واضح للأمراض الروحية ، لممّا يثلج الصدر ويشرحه ، وكون أن يبرز على الساحة الإسلامية أمثال هذا الطبيب المسلم فهذه نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى ، حيث أن الله قد حباه بالبصيرة والتمعن ، فعلم حقيقة هذه الأمراض وطبيعتها وتأثيراتها ، ليس ذلك فحسب إنما سخر وقته وجهده لدراستها والوقوف على تفاصيلها ودقائقها ، وبذلك جمع بين النصوص النقلية الصريحة وكلام علماء الأمة في هذه الأمراض ودراسته الأكاديمية العلمية ، وكلنا أمل أن يحذو كثير من الأطباء النفسيين حذو الدكتور الفاضل ، ونحن على يقين تام بأن هذا الاتجاه في الدراسة خاصة بالنسبة للأطباء النفسيين سوف يعطيهم القدرة الفائقة في التعامل مع الحالات المرضية ودراستها دراسة علمية متأنية للوصول إلى حقيقة المعاناة والألم ، والوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وهذا هو الهدف والغاية الذي يسعى إليها الطبيب النفسي المسلم ، ويا حبذا لو تتكاثف الجهود الخيرة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالقرآن ويكون محور هذا التعاون والتكاثف الدراسة العلمية الجادة وتحكيم النصوص الشرعية في كل المسائل المطروحة على الدراسة والبحث ، دون تدخل أي طرف في عمل الطرف الآخر ، وهذه المشكلة من أعقد المشكلات التي عمقت الفجوة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالقرآن ، وأعطي مثالاً على ذلك :
يقول الدكتور موسى الجويسر – طبيب العائلة في مركز الشامية الصحي بدولة الكويت عن حقيقة مس الجن للإنس : ( لم أر قط في حياتي إنساناً يسكنه جني ، غير أن التداخل بين المرض النفسي والاعتقاد بوجود الجن موجود ، والمثال على ذلك أن مريض انفصام الشخصية يعاني من خلل في طريقة التفكير رغم أنه يأكل ويشرب بشكل عادي إلا أنه عندما يفكر ونسمع كلامه نجد أنه يقول وبجدية وبدون شعور بالكذب إن فلاناً يكلمني وبالأمس أفطرت مع 000 والحقيقة أنه لم يخرج من المنزل بالإضافة إلى أنه يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره في المكان ، وكذلك يقول المتوهم بالإصابة بمس الجن إنه يشعر بعلامات مثل الخدر في الجسم في حين إن مثل هذه الأعراض نجدها في المريض النفسي ، وهنا أطالب بتناول القضية بكل حرص وأناة بين علماء الإسلام خاصة وأنها قضية في غاية الغموض ولا داعي لأن نجعل الكثير من الجهلة والمشعوذين ونعطيهم الفرصة للكسب المادي السريع دون أن يجدوا من يرد عليهم بالحجة العلمية القاطعة ) ( مجلة الفرحة – العدد ( 42 ) – مارس 2000 م – ص 31 ) 0
قلت : هذه هي المأساة التي يعيشها كثير من الأطباء النفسيين ، ونصيحتي لكل طبيب نفسي مسلم أن يهتم بالجوانب الطبية النفسية ودراستها ، وأهم من ذلك كله أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأن النصوص النقلية الصريحة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك على هذه الأمراض وحقيقتها وتأثيراتها ، ويبقى اهتمام الطبيب النفسي المسلم ينصب على دراسة الحالة المرضية وتشخيصها ولا يكون ذلك بمعزل عن الإيمان القطعي بالأمراض الروحية ، ولا مانع مطلقاً أن يجتمع الطبيب النفسي مع المعالج بالقرآن ليستطيعا معاً وفق الأصول الشرعية والمعايير الطبية من الوقوف على حقيقة الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، أما أن ننكر الأمراض الروحية ونلقيها وراء ظهورنا ونبدأ بتحليل كل الأعراض على أنها أعراض نفسية فهذا هو عين الخطأ ، وهذا لا يعني أنني أبرأ كثيراً من المعالجين ممن سلك هذا المسلك فأخذ يصف الدواء ويطلب صور الأشعة ويضع في عيادته الوسائل الطبية التعليمية ليشرح للمرضى عما يعانون منه من أمراض روحية ، وكلا الطرفين لن يفلحا مطلقاً في تقديم العون والمساعدة للمرضى النفسيين أو مرضى الأمراض الروحية ، ومن هنا لا بد أن تكون الغاية والهدف للجميع الانتصار للحق ، دون انتصار للذات ، عند ذلك سوف تعم الفائدة ونصبو للخير وتتحقق المصلحة الشرعية للجميع سواء كانوا أطباء أو معالجين أو مرضى وغيرهم ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الدكتور ياسر في عمله ويبارك في جهده ، وأن يجعله سبباً من أسباب الشفاء بإذنه سبحانه وتعالى وحده 0
يقول الدكتور ياسر عبد القوي : ( للمس أعراضه وآثاره التي تميزه وإن كانت تتشابه مع بعض الأعراض النفسية ، وأحياناً يكون التشابه شديداً وأهل الخبرة والدراية فقط هم الذين يستطيعون التفريق بينهما ، ولهذا يجب الحيطة والحذر الشديدين في التعامل مع الأعراض لإعطاء التشخيص الصحيح ، وهذه الأعراض كثيرة ، فمنها النفسية والجسمانية والروحية 0
أولاً : الأعراض النفسية :
1- نوبة الصرع :
ويصف هذا العرض المحيطون به ويتميز صرع الجن بالآتي :
أ- أسباب نوبة الصرع :
هناك أمور تساعد على ظهور هذه النوبة مثل ضغط نفسي أو حزن شديد أو صدمة عصبية أو بسبب سماع القرآن الكريم أو ذكر الله أو درس من دروس العلم ، أو الحديث عن أحوال الجن وعالمهم ، أو شم بعض الروائح التي يحبونها كالبخور مثلاً ، وأحياناً لا يكون بسبب واضح 0
ب- فقد وعي :
إما أن يكون تاماً أو غير تام مصاحباً برعشة وارتجاف واختلاط الأعضاء أولاً ، ولكنه غالباً لا يكون معه عضة لسان أو تبول لا إرادي ، وهذا ما يفرقه غالباً عن الصرع العصبي 0
ج- نطق أو تكلم أثناء النوبة :
قد يحدث نطق بصوت مختلف أو بطريقة مختلفة أثناء النوبة وغالباً ما يكون بطريقة مفهومة ، وأحياناً لا يكون صوت كلام وإنما بكاء وصراخ 0
د- رسم المخ ( تخطيط المخ ) يكون سليماً :
ولهذا فإن هذا الصرع يشبه إلى حد بعيد الصرع الهستيري لا الصرع العصبي 0
هـ- قراءة القرآن على المريض أثناء النوبة :
قد تساعد على إفاقته على غير العادة 0
2- تسلط الوساوس على المريض بصورة مكثفة :
وهي الوساوس التي تصده عن الذكر والعبادة ، أو تأمره بمعصية ، أو تهيجه إلى إثم ، أو تنفره من أهل الخير ومن أهله وزوجه ، وهذه الوساوس غالباً يعبر عنها المريض أنها صادرة من نفسه أو من صوت في صدره 0
3- الحزن والعصبية :
وانقباض الصدر في فترات كثيرة أثناء اليوم دون سبب واضح 0
4- العصبية الشديدة والاستثارة لأتفه الأسباب :
والتفوه بكلام لا يتذكره المريض بعد هدوئه ، وهذا مصداق قول النبي في الحديث الصحيح لما نصح رجلاً غاضباً بأن يقول كلمة تذهب عنه ما يجد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " 0
5- الشرود الذهني المتكرر :
والذي يستغرق فترة ليست بالقصيرة من اليوم ، فدائماً يشكو المريض بالمس من الشرود والتفكير في لا شيء ، وربما يمكث الممسوس ساعة من الزمن شارداً حتى لا يشعر أنه قضى هذه الساعة وكأنه لم يعشها 0
6- النسيان لبعض الأحداث أثناء فترة تعبه :
سواء أكانت أفعالاً أم أقوالاً ، ولا يتذكرها تماماً وربما يستنكرها ويستغربها وقد فعلها 0
7- الخوف والهلع كثيراً ما ينتاب الممسوس :
حالات خوف أو أحياناً هلع بين الحين والآخر وقد تستمر ولا سيما ليلاً ، وكثيراً ما يكون الخوف شديداً يمنع من الحياة الطبيعية وكذا النوم الطبيعي0
8- الأرق :
كثيراً ما ينتاب الممسوس إما في بداية النوم وإما في منتصف الليل 0
9- الفزع :
أثناء النوم والأحلام المزعجة ( الكوابيس ) يشكو كثير من الممسوسين منها ، وأنها توقظهم من النوم 0
10- صدود المرأة عن الزواج وكذا الرجل :
كثيراً ما تتعرض الممسوسة للصدود في مواضيع الخطبة والزواج دون أسباب ظاهرية 0
11- إيثار الجلوس في الحمامات لمدة طويلة :
هذا العرض يظهر في كثير من الممسوسين وهو ميل إلى الجلوس في الحمامات والخرابات وأماكن النجاسات 0
ثانياً : الأعراض الجسمانية :
1- الصداع :
فهو مصاحب لمعظم حالات المس وهو شديد ولا يتأثر بالأدوية المسكنة ، وكثيراً ما يرتبط بتعرض المريض للحزن أو الغضب أو عند قراءة القرآن وسماعه له ، أو لعدم تنفيذ رغباته ، ولا يكون للصداع ما يفسره من الأسباب العضوية 0
2- آلام الظهر :
آلام مؤخر الظهر مشتهرة عند الممسوسين وهي لا تعزى لأسباب عضوية 0
3- آلام متفرقة :
في الجسد ومتنقلة ، ولا تعزى لأسباب عضوية وغالباً تزداد عند الاستيقاظ 0
4- النزيف :
والذي يعزى إلى الاستحاضة والتي كما فسرها النبي إنها ركضة من ركضات الشيطان وليست حيضاً 0
5- آلام المعدة :
أحياناً يشتكي منها الممسوس دون سبب عضوي ودائماً تكون في منطقة فم المعدة وأحياناً انتفاخ البطن 0
6- تنميل في بعض الأعضاء :
( اليدين والقدمين وأحياناً الرأس واللسان ) 0
7- فقدان وظيفة بعض الأعضاء مثل ( الشلل – العمى – الخرس – الصمم ) :
وهذا الفقدان الوظيفي ليس له سبب عضوي على الإطلاق والأطباء يؤكدون أن العضو سليم تماماً0
8- آلام الجماع الجنسي وتقلص العضلات :
هذه الأعراض تظهر من الممسوسة كنوع من أنواع إبعاد الجني الصارع لزوجها عنها 0
ثالثاً : الأعراض الروحية :
ونقصد بها المتعلقة بجانب العبادة والصلة بالله تعالى :
1- الصدود عن ذكر الله :
وعن الصلاة وعن قراءة القرآن أو سماعه ، وعن مجلس العلم وغيره 0
2- الشعور بالتعب :
وحصول بعض الأعراض النفسية والجسدية إذا حاول الممسوس المواظبة على الذكر أو الصلاة أو قراءة القرآن أو سماعه 0
3- الإعراض عن الطاعة والإقبال على المعاصي :
المتمثلة في ( التبرج والسفور – سماع الغناء والموسيقى وطاعة الهوى – حب اللهو – البعد عن المساجد والتعب إذا جلس فيها والشعور بالضيق عند الوجود فيها ) 0
4- تغير في السلوك :
وهذا دائماً من جانب الزوج مع زوجه والزوجة مع زوجها ، حيث قد يحدث النفور وإذكاء جمرة الخلافات بينهما على أتفه الأسباب ، وكثيراً ما يحدث تغير في السلوك الجنسي بين الزوجين ( نفور – إعراض – تعب أثناء ممارستها ) 0
5- أفكار خبيثة واهتزاز عقيدة :
دائماً يشكو منها الممسوس متمثلة في ( التشاؤم وتوقع المكروه دائماً – عدم الرضا بأقدار الله وسرعة اليأس والقنوط من رحمة الله – أفكار تبث الحزن في نفس المريض وتبعد عنه حسن الظن بالله أو الأمل في رحمته ) 0
6- خمول وكسل تجاه العبادات :
كالصلاة والذهاب إلى المساجد ، وقراءة الأذكار وغيرها ، وأحياناً كثرة النوم بالنهار والليل ) ( مجلة الفرحة – العدد ( 42 ) – مارس سنة 2000 م – ص 26 – 27 - نقلاً عن كتاب " الأمراض النفسية " ) 0
قلت : وهذه جملة من الأعراض العامة التي قد تحدد صرع الأرواح الخبيثة وما جاءت هذه البنود إلا نتيجة للدراسة المتأنية المتبصرة لواقع المرضى ، ولمن يعاني بمثل هذا النوع من المرض ، وهذه الخلاصة لا تعني مطلقاً تنحية الأمراض النفسية جانباً ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فلا بد من الاهتمام بكلي النوعين - الأمراض الروحية والأمراض النفسية – حتى تتحقق المصلحة العامة للمسلمين 0
ناهيك عن أمر مهم جداً لا بد من الإشارة إليه تحت هذا العنوان وهو أنه لا يجوز مطلقاً القياس من قبل المرضى وتحديد معاناتهم بناء على قراءة مثل تلك الأعراض ، فلا بد من عرض الحالة المرضية أولاً على المعالج الحاذق المتمرس المتخصص في مثل هذا النوع من الأمراض ، ليستطيع أن يقف على الداء ومن ثم يصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وإلا فلا بد من تحويل الحالة إلى الطبيب النفسي المسلم المتمرس الحاذق الذي يملك الخبرة والدراية لمعرفة المعاناة النفسية للمريض ومن ثم يتخذ الإجراءات الطبية الخاصة في المتابعة والعلاج 0

أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني